مَنح الله تبارك وتعالى الكثير من العطايا والمواهب لعباده، يهبها لهم في كل حين.. يمحو بها الخطايا ويكفر بها السيئات و يرفع الدرجات، فقد شرع الله تعالى لنا شهراً نصوم فيه، وشهراً نحج فيه، وغير ذلك من أنواع العبادات المتنوعة، كل ذلك تنويعاً لسبل الخير والطاعات.. حتى لا يَمل الإنسان ولا يَكل، وتلك نعمة من نعم الله تعالى علينا؛ يقول قتادة رحمه الله إن الله اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسولاً، ومن الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان والأشهر الحرم، ومن الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم والعقل).
و من الشهور المعظمة عند الله تعالى شهر رجب، فهو من الأشهر الحُرُم التي ميّزها الله وجعل لها زيادة فضل، قال الله تعالى فيها { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } وسميت بالأشهر الحُرُم لعظم حرمتها، وحرمة الذنب فيها (فلا تظلموا فيهن أنفسكم )؛ قال الطبري: الظلم العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته“.
و من الأيام التي ارتبطت بشهر رجب عند كثير من المؤرخين“الإسراء والمعراج“،رغم انه لم يثبت شيء في أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من رجب، غير أن هذا القول اُشتهر وأصبح معروفاً عند المسلمين منذ قرون ،وقال به بعض الأئمة واختاره الإمام النووي في فتاواه،مع التأكيد انه لا يترتب على ذلك عمل أو عبادة، إنما الاحتفال بهذه الليلة المقصود به تدارس هذا الحدث العظيم_والذي هو محل إجماع الأمة _ لِمَا له من أثر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بعد عام الحزن، أراد الله سبحانه وتعالى أن يكرِّم رسوله صلى الله عليه وسلم بعد أن أعرضت عنه قريش و حلفاؤها،ولقي منهم ما لقي،وأعرض عنه الناس في الأرض وبعد هذا أراد الله أن يكرِّمه فيصلي بالأنبياء إماماً وتستقبله الملائكة ويستقبله النبيون في السماوات ويعرج به إلى السماوات العلا، و هو حدث مملوء بالدروس والعبر عند أهل الفهم والعقل؛
خصوصاً أن الإسراء والمعراج يتميز بأمرين اثنين:
الافتتاحيةبسم الله الرّحمن الرّحيم. في مطلع العام الهجري الجديد (1442هـ) نزفّ إلى إخواننا المسلمين ف...
إفتتاحياتبعد أيام قليلة يستقبل الناس عام سنة من حياتهم، ويخلفون وراءهم أخرى، وفي استقبالنا لعام...
إفتتاحياتآلام .. و ذكرى أمل في هذا العدد من مجلتنا “لتعارفوا” استبشرنا خيرا بقرار الجمعية العامة ل...
إفتتاحياتالافتتاحية:بقلم | الشيخ مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية &...
إفتتاحيات